السلام عيكم ورحمة الله وبركاته
أالا إنهم هم المفسدون ولكن لايشعرون) (أَلا) المنبهة (وإن )المقررة وتعريف الخبر وتوسيط الفصل والإستدراك بعدم الشعور فقال (ألا )أى فانتبهوا أيها الناس ،إنهم هم المفسدون حقا لا غيرهم ،ولكن لايفطنون ولايحسون ،لانطماس نور الإيمان فى قلوبهم (وإذا قيل لهم أمنوا كما أمن الناس ) أى إذا قيل للمنافقين : آمنوا إيمانا صادقا وإحتسابا لايشوبه نفاق ولارياء ، كما آمن أصحاب النبى عليه الصلاة والسلام ،أخلصوا فى إيمانكم وطاعتكم لله . (قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء) الهمزة للأنكارمع السخرية والإستهزاء أى قالو أنؤمن كإيمان هؤلاء الجهلة أمثال صهيب وعمار وبلال . ناقصى العقل والتفكير ؟ قال البيضاوى : وإنما سفهوهم لاعتقادهم فساد رأيهم ، أو لتحفقير شأنهم ، فإن أكثر المؤمنين كانو فقراء ومنهم موالى كصهيب وبلال
(ألا إنهم هم السفهاء ولكن لايعلمون ) أى ألا إنهم هم السفهاء حقا ، لأن من ركب متن الباطل كان سفيها بلا امتراء ، ولكن لايعلمون بحالهم فى الضلالة والجهل،وذلك أبلغ فى العمى ، والبعد عن الهدى .أكد ونبه وحصر السفاهة فيهم ،ثم قال تعالى منبها إلى مصانعتهم ونفاقهم ( وإذا لقوا الذين أمنوا قالوا آمنا ) أى وإذا أنفردوا ورجعوا إلى رؤسائهم وكبرائهم ، أهل الضلال والنفاق (قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤن) أى قالوا لهم نحن على دينكم وعلى مثل ماأنتم عليه من الإعتقاد ، و إنما يستهزئ بالقوم ونسخر منهم بإظهار الإيمان ، قال تعالى ردا عليهم : ( الله يستهزئ بهم ويمدهم فى فى طغيانهم يعمهون ) أى أن الله يجازيهم على إستهزائهم بالامهال ثم بالنكال قال إبن العباس : يسخر بهم للنقمة منهم ويملى لهم كقوله ( وأملى لهم إن كيدى متين ) قال ابن كثير : هدا إخبار من الله أنه مجازيهم جزاء الإستهزاء ، ومعاقبهم عقوبة الخداع ، فأخرج الخبر عن الجزاء مخرج الخبر عن الفعل الذى استحقوا العقاب عليه فاللفظ متفق والمعنى مختلف