موضوع بحث علييييه وعجبني حبيت نشاركم بيه
مَرَّ زمن .. طويـل يقترب لسنة تقريباً .. وبعض الشـهور.. ع هذا الموضوع .. كان ضمن قصاصاتي الكثيرة .. وكَتبتهُ وجهزّتهُ .. وكان يتبقى فقط إن أضعهُ .. هنـا أو هنـاك .. وكان ف كل مرة .. تأتي الرياح بما لا يشتهي السفن ..
وهكذا .. كل مرة أنوي أِدراج .. هذا الموضوع .. تحديداً يأتي شيئاً ويعوقهُ .. ولكن أخيراً نويت .. إن أُدرجه اليـوم .. ولا أعلم لمـاذا .. شَدَّتُ ع نفسي لكي أُدرجه آنياً ..
ولكن .. رأيت سحابةْ نفاق تعتال الفكر .. وزوبعة جارفة تدّعي المبادئ الحرة .. وعاصفة برّاقة تقول أننا قادمون .. !
لذا أخترتُ هذا التوقيت .. لكي أقول لـكـم وبملئ فاهي .. وداعـاً .. أصحـاب المبـادئ .. !
ما بين أصحاب الياقات الزرقاء .. وأصحاب الياقات البيضاء .. والصراعات الدائمة بينهما .. !
أبدأ حديثي عن أصحاب المبادئ .. ووقعت بين أحضان مورفيوس .. وبدأت أنسج هذه الكلمااات .. التي أصبحت أحلام .. ( بل هي كانت أحـلام .. لااا لااا كانت أضغاثُ أحلام .. ) .. !
.. أوقفتني عبارات كثيرة جداً خلال معاملاتي .. اليومية سواء داخل عملي .. أو داخل دنيا الخيال اليوتوبي .. الاوديبي المتعالي .. الذي أعشقه .. وهي أصحاب المبادئ .. وتفسير المبادئ .. وهل هناك مبادئ .. أم مجرد مُسميات تتوارث .. !
بَحثتُ عن كلمة مبدأ .. وتفسيرها الصحيح .. دون الوقوع .. فـ فخ المثاليه الزائفه .. وبعيداً عن الدبلوماسيه الحمقاء ..
ومن ضمن هذه الأقاويل المتداوله .. التي جعلتي أُنقُش هذه الكلمات .. تَردد كلمات .. وعبارات كثيرة .. ف أذني الثالثة .. عن المبدأ ومن بين هذه الكلمات ( العبارات ) ..
- أنا إنسـان .. عندي مبدأ ..
- مستحيل أعيش .. بدون مبدأ ..
- من الصعب فعل هذا أبداً ..أنا عندي مبادئ ..
- أستحالة أن أُغيـر مبادئي ..
- بعد البحث وجدت .. إن كلمة مبدأ ..
- المبدأ / في اللغة هو مصدر ميمي .. من بدأ يبدأ بدءاً ومبدأ ( الأسم + الميم = مصدر ميمي ) ..
- في إصطلاح الناس جميعاً .. هو الفكر الأساسي الذي تُبنى .. عليه أفكار ..
- أيضاَ هو عقيدة عقلية .. !
ياا لها من مُفارقه .. وتفسير صعب الشرح .. ولكن سوف نحاول سوياً .. إيجاد تفسير منطقي .. للمبادئ وأصحابها الحقيقين ..
شَعرتُ للوهلة الأولى .. أنني داخل مسرحية هزلية .. الممثلون يتفنَّون ف التمثيل .. بل وإن تركناهم .. ووزَّعناهم بين المشاهدين .. لعجزنا كل العجز .. عن التفريق بين .. المُمثل الذي كان يقف .. فوق خشبة المسرح .. وبين المُمثل ( المُشاهد ) الذي يجلس ع كرسيه .. داخل الصالة ..
يا لها من كارثة حقيقة ..
جَلست ذات مرة .. وأصبحتُ الأن أجلس كثيراً .. وأتأمل أَعين مَنْ .. يتجولون بجانبي وأمامي وخلفي ..
لأجد لنفسي مَهربْ .. وتفسير منطقي وعملي .. لهذه الكلمة التي .. رسمت بفرشاها .. حيرة وألتبـاس .. ع صفحات وجهي ..
بائـع البطاطا .. يتحدث عن المبدأ .. !
بائـع الترمـس .. يتحدث عن المبدأ .. !
صديقان يَمُران بجواري .. ويتحدثان عن المبدأ .. !
عاشقان يتهامسان بينهمـا .. ويقـول لـها : لا أستطيـع إن أُغير مبادئي .. !
يخرجون برؤوسِهم .. من الشاشات يومياً .. ورؤوسهم التي تُشبه لحداً بعيـد .. رؤوسٍ محنطة .. ف معابد الفراعنة .. ويتحدثون عن المبادئ .. !
هل المبادئ .. تتوقف ع ديانة واحدة .. طائفة ، مَذهب ، دولـة ، إئتـلاف ، أم هي نتـاج .. وإفراز لتجربـة مع الحيـاة .. أم هي كالأخـلاق تُدرس ..
أ جلست وحيداً ذات مرة .. وتناجيت مع ذاتـك .. وقلت لهـا :
/ أي مبدأ أسلكهُ ..
/ أ تغيرت مبادئي لسبب .. / أأَحسستُ إن مبادئي خاطئة .. فـ عدّلتها لتكون صحيحة ..
ليس عيباً إن أُخطئ .. ليس جُرماً إن أُغير .. مبادئي وفلسفتي ف الحياة ..
/ أ مِن الممكن .. إن أحيا بمبادئي .. وأن أموت لـها ..
ولـكني أختلف جملةً وتفصيلاً .. ع أنـها مثل الأخلاق تُدرس .. لابـد إن تعيشـها تَمضُغهـا .. تتذوقـها وتستنشقـها .. ولا تُصبـح موروثـة .. هي لا تورّث .. وأتاكد أن الكثير .. لم يفعـل هذا .. ولم يناجي نفسـه ..
- أحترتُ كثيراً .. بين مَنْ ينادون بالمبادئ .. وهم لا يعوّا معني الكلمة .. وأزداد تعجبي وتبرمي .. عن الذين يستخدمونـها .. كـ قناع ليحجبوا ملامحـهم الحقيقة .. بين ساسة ، حكام ، حكومـات ومؤسسات ، وأشخاص عاديـة ، ..
- تَغتال وتَموت أشخاص .. دفاعاً عن مبدأ .. والقائمة تَطول وتَطول .. بين أشخاص أُهدرت دمائـهم .. أمام أعيننا .. حتي لا تتغيـر مبادئـه .. !
أي مبدأ هذا يكون ثمنـه .. عمـر وحياة وآخر شهقة ..
ما بين .. مبادئ نظيفة .. مبادئ حرة وآبية .. مبادئ مُزيّفة .. ونراه كثيراً وكثيراً .. مبادئ نرجسيـة عائمـة .. تعجبـت .. أي نوعاً أنا ، أنت، أنتِ .. فيـهم .. !
توقف للحظات .. وأكتب مبادئك .. وأحفرها ع جدران .. جمجمتك وع جبينـك .. ونَصبْ عينك ..
المبـدأ ليس كلمـة .. المبـدأ حيـاة داخـل الحياة .. كيـان ووجـدان ..
المبـدأ حروفاً .. ولكن لا تُكتبْ .. ع أوراق ولا بواسطة أقـلام ..
المبـدأ فكـراً .. وخط مستقيـم .. نمشـي عليه ولا نراه ..
عش بمـبدأ .. خيـراً لك .. من أن تعيـش برأس وجسـد فقط ..
مَنْ منـا .. لم يَمُرْ بهذه الحالة .. التي سأذكرها بعد لُحيظات .. وأقصد بمن يمرون بهذه الحالة - أصحاب المبادئ - .. وأعتبـر نفسـي .. صـاحب مبدأ ..
ما أَمرْ إن تنهار بنيان مبادئك .. أمام عيناك وأن تنظر إليها .. من وراء ظلال الخزي والعار .. خوفاً من أن ترى عينيك ضوئها .. المشوه بالجبن ..
لحظة مريريه .. تنساق إليك تأمل .. أن تنشق الأرض .. نصفين وتلتحف بهما .. تريد أن تبتلع .. جثتك النتنه الباليه الزائفه ( بدون مبادئ تصبح جثة نتنه .. وإن كنت مضطر لذلك .. ) خزي ، عار ، بلاده ، بلاهه .. شعارات براقة زائفه ( المعدن الزائف يبرق .. ) .. !
لحظات عسيره تمر كسنين عذاب .. داخل معتقالات الضمير الحقير .. وتقنع نفسك أنك مضطر لفعل .. هذا الخزي والعار وترجع .. كما كنت صاحب مبدأ .. ما أمر القهر .. حينما يحكم ضميرك بكل هذا ..
مع العلم بما جرى .. أمام هذا الضمير .. المتحزلق المتحملق الذي يرمقك .. بـ نظرات كرصاص جندي حقير .. وقع عيناه ع .. طفل عابس باكي .. من ضياع أمه تجردت منه .. كل معاني الأنسانيه .. !
أريد إن أُنهي حديثي .. بهذه الأيات الكريمـة .. التي عَمَّ تفسيـرها .. ع المنافقيـن .. وإن كان لها موقف .. مُحدد ولكن هي للمنافقين .. وأعتز بهذه الأيات منذُ صغري ..
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206)
( سورة البقرة )
وَدَاعَاً .. أَصْحَاب المَبَادِئ .. !